الثلاثاء، 9 فبراير 2016

مذكرات صديق

يحزنني حقاً ياصديقي ماأراه في كتاباتك ومذكراتك تلك من أحزان ، صدقت حينما قلت "لم يمر أحد بما مررت به من مأساةٍ في حياتي" ، آسف ياصديقي على مابدر مني من استهزاءٍ حينها ، أرجوا أن تعذرني ياصديقي لأني لم أشعر بك من قبل ، لكني أشعر بك الآن ، لكن لاجدوى من إحساسي هذا بعد موتك ، بعد قراءة مذكراتك وأحزانك .. اعذرني أيضاً على قراءتي لها .. لكني أعتقد أنك لم تتركها لغيري ..

يقول صديقي في مذكراته :

" إذا كنت تقرأ هذه السطور الآن فاعلم أنني قد لقيت الله ..وأنك أكثر إنسان تحتاج إليها وأكثر إنسان يحبني ، لأني دعوت الله بذلك .. ستعرف عني كل شئٍ من خلالها .. ستعرف معنى الحزن والبؤس والإكتئاب لكي تحاول جاهداً أن تتجنب ذلك ..
عليك أولاً أن تعلم جيداً أن هذا ليس من نسج خيالي وإنما هي حياةٌ قضيتها بينكم ولم يدري أحدٌ ماحدث لي حتى توفيت ولن أكتب هنا كيف مُت لأني لن أكون موجوداً لأدوّنها ولن تفيد أحدٌ في شئ ..لذلك ستبقى سراً ..

لقد أخبرتها في آخر لقاءٍ بيننا بأنه لقاؤنا الأخير ولكنها كانت تظن غير ذلك .. قلت لها المره القادمه حينما تأتين لن تجديني .. كان يجب أن يكون أحدنا فداءً للآخر .. لكي يحيى حياةً سعيده .. فاختارني الله .. وهذا ماتمنيته .."

#مذكرات_صديق
#الصفحه_الأولى

الجمعة، 5 فبراير 2016

هل أنا خائنه ؟

في الصباح
الساعه السابعه والنصف تقريباً
تجلس ليلى البالغه من العمر اثنتان وثلاثون عاماً علي الكرسي المقابل لمجلس زوجها الذي كان خالياً بعد ذهابه إلى عمله ، حيث يمتلك شركة مقاولات ناجحه ، ورغم امتلاكهم للكثير من المال إلا أنهم آثروا السكنى في تلك الشقه لقربها من البحر ، وعشقهم لنسماته ..
كانت تجلس كعادتها ترتشف ماتبقي من قهوتها الصباحيه التي اعتادت تناولها كل يوم وهي تتصفح بعض مواقع الأزياء والموضه ..
السيد /فوزي حافظ زوجها  جادٌ جداً في معاملاته وحياته اليوميه ..
جلست تتذكر أن ذلك ما لفت انتباهها إليه في ذلك الوقت ، حينما كان يتحدث مع أساتذته في الجامعه ، ويناقشهم بطريقةٍ لبِقه ، أحبّت فيه ذكاءه حينها  ، و جديّته وتحمله المسؤوليه ..
إنها تجلس الآن تفكر في خيبة اعتقادها بأن ذلك الرجل هو من يملك مفتاح سعادتها ، تندم الآن علي تحملها كل تلك الفتره قساوته ومشاعره المتبلّده ..!
أثناء تفكيرها اشتد عليها ألم الرأس الذي طالما يأتيها في الصباح ..
- " تبّاً لذلك الصداع الذي يجتاح رأسي "
قالتها 'ليلى' وهيَ تضع هاتفها المحمول من يدها وتقف لتبحث عن مسكّن لذلك الألم ..
ليست بالفترة الطويله التي مرت حتي وجدته في حقيبة يدها وبجانبه ورقه ..!!!
- " ماهذه الورقه"
تعجبت ليلى قليلاً ثمّ فتحتها فوجدت رقم هاتف محمول ، ومكتوب أيضاً بخطٍ يبدوا عليه أنه كُتب بسرعه .."  نشتاق للجنون من وقتٍ لآخر "  !!!
مضى وقت قصير بعد أن تناولت المسكّن ، وقد اختفى الألم تقريبا ، تذكرت بعدها الورقه وماكُتب بها ، وأخذت تفكر من الذي وضع تلك الورقه بحقيبتها ؟
هل من المعقول أن يكون زوجي ؟
ولكن لمَ قد يفعل ذلك ؟ ولمَ لايفعلها فقد اعتدت منه علي ذلك ؟ وقد اعتدت على عدم ثقته بي وغيرته وغروره ، اعتدت منه علي الحرمان من العاطفه والمشاعر ، اعتدت منه علي هجري في مضجعي ولم آتي بفاحشه !!
هل كل مايفعله عقاباً لي علي عُقمي ؟ هل هذا شئ بيدي ؟
أخذت الأفكار وأحاديث نفسها تأتيها من حيث لاتدري ..
"المهم أنه يجب ألا أهتم بتلك الورقه "
قالتها ليلى وألقتها في سلّة المهلات ...

الساعه بعد العاشره صباحاً بقليل تجلس ناهد وإيمان صديقتيْ ليلى من طبقتها الراقيه ..في نادي رياضي يقضون فيه بعض أوقات فراغهم بمعني أنهم يقضون فيه معظم أوقاتهم ..
نغمة الهاتف المحمول الخاص بمدام ناهد تزعج من بجوارها في ذلك النادي ، لتردّ هي بدورها علي الهاتف ليحادثها من الطرف الآخر صديقتها "ليلى" لتسألها أين أنتم ؟!
ليلى تزيّنت بأجمل مالديها وتعطّرت بعطرها المعروف الذي تقول أنت إذا استنشقته بعدها : من هنا مرّت ليلى !
ليلى مازالت رشيقةً خلافاً لمثيلاتها في السن ، فهي لم تتعرض مثلهم لأعراض الحمل والولادة والرضاع وماشابه ..حقاً ضريبة الجمال غاليه ..!
طبعاً كلامنا لايكفي لوصف نظرة شباب النادي وكذلك العاملين به وكل من يحمل لقب "ذكر" ، عفوا بل نظرة بعض الإناث أيضاً لها  ، فليلتنا هذه تشبه ليلى قيس !
سرعان ماكانت تجلس ليلى علي طاولةٍ واحده مع صديقتيها بعد أن تم الترحيب بها ..
تتناول مشروب معروف للعاملين بالنادي ، كان قد وضع أمامها بعد دقائق ..
تناولت الكوب فوجدت بأسفله ورقه ، ففتحها ، فوجدت بنفس الخط " لا حياة بدون جنون "..
نظرت حولها فإذْ بشاب عشريني يرمقها ويتضح من ملابسه أنه يعمل في النادي ، قررت في البدايه أن تشتكيه لمديره بعدما راودها احساس شكٍ بأنه هو من كتب الورقه ، لكن سرعان ماترددت خيفةَ أن تكون مخطئه وتتسبب في طرد انسان برئ من عمله ..
ظلّت تفكر لاتعلم ماذا تفعل ، حتي انتهي يومها المعتاد ، ورجعت إلي شقتها ، كان الصداع وألم الرأس قد عاد إليها علي غير عادته فموعده في الصباح ، ذهبت مسرعةً إلي الحقيبه ، فوقع نظرها علي ورقةٍ شبيهه للورقتين السابقتين ..
بلهفةٍ وتوتر التقطتها وفتحتها ..
" سر اشتياقي لجنون الحياة هو أنتي
نعم أنا هو ، يحيى (رقم هاتف محمول)"
تناولت المسكن وهي تقول بضيقٍ ماذا يظنني ذلك الأحمق عاهرةٌ سأرتمي في أحضانه لمجرد بضع كلمات ، هه أحمق حقاً ..
وقفت عاريةً أمام المرآة بعد أن خلعت ملابسها ، تلامس بيدها أجزاء جسدها متباهيةً به وبجمال وجهها ..
أخذت تتذكر متي كانت آخر مره احتضنها زوجها ، قبلها ، بل متي كانت آخر مره قال لها أحبك ؟
لم تتذكر فقد مرّ علي ذلك وقت طويل مايقارب أربع سنوات ..
ظلت تفكر حتي أثناء استحمامها في زوجها وفجأة تذكرت نظرة ذلك الشاب لها ، وكيف كان يحتاج إليها وكيف تظهر على وجه علامات الجرأه ..
ظلت تفكر وتفكر وتفكر وتفكر ..حتي سمعت صوتاً بالخارج !
~ليلى .؟!
- فوزي ! أنا هنا في الحمّام !
~ هيا أسرعي أنا جائع !
تمتمت بصوت لاتسمعه أذناها " أنت لاتطلب  مني غير ذلك عزيزي "
- دقيقه واحده وسأخرج !
..مرت ليلتها كما لياليها السابقه قد مرت ، تشعر ببروده في جسدها تحتاج لشخص ما يحتضنها ليشعرها بالدفء، يدللها ، يحبها ، يشعرها بإنسانيتها ، بأنوثتها ، لاتحتاج أكثر ..
الشئ المختلف في تلك الليله هي صورة ذلك الشاب التي تسكن خاطرها ..ظلت تفكر به ..حتي غلبها النعاس !
>في الصباح
الساعه السابعه والنصف تقريباً
تجلس ليلى على الكرسي المقابل لمجلس زوجها الذي كان خالياً بعد ذهابه إلى عمله ، تمسكه بيدها فنجان قهوتها المعتاد تتصفح مواقع الأزياء ، الصداع ، ثم الحقيبه ، الورقه بداخلها ، نظرت إليها وتعجبت أنها لم تلقيها في سلة المهملات ، فاتجهت لتلقيها بها ، إذ مرت علي المرآة في طريقها  فلمحت نفسها ، فعادت إلى الخلف ووقفت أمامها وأخذت تنظر إلي وجهها وعينيها وكامل جسدها ، وتذكرت سنين زواجها العجاف ، ظهرت عيناه أمامها وابتسامته ، نظرت إلى الورقه وفتحتها ..
" لا ماذا سأفعل ، ماذا حل بي "
عادت إلي مكانها وأخذت تفكر ثانياً وثالثاً ورابعاً.....
قامت من مكانها واستلقت علي السرير وتمسك الهاتف تارةً وتتركه أخرى ، فوقفت أمام المرآة ثانيةً ثم ذهبت مسرعةً إلي الهاتف والتقطته وطلبت الأرقام ...
~ مرحباً
- اسمع أيها الأحمق أنا لست بخائنه !
~ كنت أنتظركِ ، اسمي يحيى !

                                       تمت