12:48 AM
- منذ ولادتنا لم تلتقي أجسادنا إلا عدة مرات .. تتلامس أيادينا للحظات ثم نبتعد .. وتخاطب أعيننا بعضها البعض لتخبر عن مابداخلنا .. نحكي قصصاً ومغامرات ومشاعر .. بمجرد نبضات كأنها جهاز لاسلكي مشفر لايفهمه إلا كلٌ منا .. تقول أحبك .. فأبتسم وأقول " بل نحن أخوه " فتبتسم تلك الإبتسامه التي تشعر حينها كأنها إشراقة شمس وتقول " نعم نعم " .. أجيب مسرعاً .. كيف نحن إخوه ولم يجمعنا رحم امرأه ولا أثدية نسوه .. فتنعتني بالمخادع ..كل هذا والجمع حاضر ونحن نلتزم الصمت ..فقط القلوب .. الأعين .. النظرات السريعه ..واللقاءات التي لايعلم عنها أحد ..
كانت ككل النساء من حيث الجسد لكنى كنت أشك في ذلك دائماً حينما أراها .. حيث أراها ملاكاً يمشى في الأرض لينشر الحب ..
التقينا ذات مره وتعانقت أيادينا وخاطبتني بصوتٍ منخفض وقالت ماأجملك .. فابتسمت ساخراً ..كيف هي تحب من هو مثلي بل مامعنى ماأجملك ..
الجمال الحقيقي كان هي .. الأنوثه القويه كانت هي .. العين الساحره ..القلب الصافي الروح الملائكيه .. كانت هي ..
حاولت جاهداً أن أحافظ عليها كما كانت تحفظني ففقدتها .. فالموت لايبقى أحد لأحد ..الموت لايترك .. والفراق كذلك .. أنا لاأعلم مايخفيه القدر لكن كنت أشعر أنها آخر مره سنلتقي فيها .. آخر مره سنتحدث .. آخر مره سنتبادل تلك الأحاسيس .. كانت تشعر هي أيضاً بذلك .. فبكت .. وتماسكت أمامها وضحكت على أمل أن أطمئنها ..وبعد رحيلها بكيت ..
كنت دائماً أحرص على عدم توديعها وقت الفراق على أمل الوصال الدائم وندمت على تلك العاده ..
كتبت عنها الكثير وأكتب وسأكتب فهي تستحق .. لكن ماأكتبه من وصف لايمكن أن يصفها..وماأكتبه من مشاعر لايمكن أن يوضح أي شئ مما كنت أشعر به .. ولكني لاأملك شيئاً بعد انقطاع خاطاباتها ورسائلها ..سوى الكتابه عنها وبعد فتره أقوم بإحراق ماكتبته .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق